ادارة المخاطر في المشاريع| مفهومها وأهم خطواتها

في عالم الأعمال شديد التنافس اليوم، لا شيء مضمون، ولا يمكن للمؤسسات أن تترك نجاح مشاريعها للصدفة. التغيرات الاقتصادية، والتطورات التكنولوجية، والمنافسة الشديدة، كلها عوامل قد تهدد نجاح مشروعك، لذا تأتي إدارة المخاطر في المشاريع بمثابة شبكة أمان تحميك من هذه التحديات، وتساعدك على اتخاذ قرارات أكثر استنارة.

إذن فادارة المخاطر في المشاريع ليست مجرد أداة إضافية في صندوق أدوات المشروع، بل هي ركيزة أساسية تضمن استمرارية ونجاح المشاريع في مواجهة التحديات المختلفة، والشركات التي تطبق إدارة المخاطر بفعالية تستطيع ليس فقط تجنب الخسائر المُحتملة ولكن أيضًا تحسين فرص نجاحها وضمان استدامتها.

 من خلال هذا المقال، سنستعرض مفهوم ادارة المخاطر في المشاريع، وأهدافها، وأهميتها، إلى جانب أفضل الممارسات المُتبعة لتحقيق أفضل النتائج وضمان نجاح المشاريع، وفي النهاية سنأتي لك بالحلول الملموسة لتوجيه مشروعك نحو نجاح طويل المدى.

ما هي ادارة المخاطر في المشاريع؟

المخاطر هي أي حدث غير مؤكد قد يؤثر إيجابًا أو سلبًا على أهداف المشروع، فقد تكون هذه المخاطر داخلية، مثل نقص الخبرة أو سوء التخطيط، أو خارجية، مثل تغير اللوائح الحكومية أو تقلبات السوق. 

إدارة المخاطر في المشاريع تتضمن تحديد وتقييم وتخفيف التهديدات المحتملة التي قد تؤثر على نجاح المشروع. يساعد هذا النهج في تقليل التأثيرات السلبية وزيادة الفرص من خلال التخطيط المسبق للتعامل مع المخاطر. إدارة المخاطر الفعالة تضمن تحقيق أهداف المشروع في الوقت المحدد وضمن الميزانية.

• تحليل أو قياس المخاطر.
• إدارة المخاطر.

ما هي أهمية إدارة المخاطر في المشاريع؟

ربما تتساءل لماذا لا ننتظر حتى تحدث المشكلة ونعالجها حينها؟ الحقيقة هي أن التعامل مع المشكلة بعد وقوعها يكون أكثر تكلفة وأقل فعالية. تتمثل أهمية إدارة المخاطر في المشاريع في التالي:

1. الحد من الخسائر

تبرز أهمية إدارة المخاطر في المشاريع في تقليل الخسائر المالية والزمنية التي قد يتعرض لها المشروع نتيجة حدوث أحداث غير متوقعة، فمن خلال التخطيط المُسبق والتحليل الدقيق، يمكن تجنب العديد من المشاكل التي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.

2. تحسين اتخاذ القرارات

فهم المخاطر وتقييمها يساعد في اتخاذ قرارات أكثر استنارة وفعالية، فتكون تلك القرارات مبنية على بيانات وتحليلات دقيقة، مما يزيد من فرص نجاح المشروع.

3. تعزيز الثقة

من أهمية إدارة المخاطر في المشاريع تعزيز ثقة المستثمرين والشركاء في المشروع، فعندما يشعر المستثمرون والشركاء بأن المشروع مُدار بشكل جيد وأن المخاطر مُسيطر عليها ومعروفة وغير متروكة للصدفة، يكونون أكثر استعدادًا لدعمه ماليًا ومعنويًا.

4. الامتثال للمعايير

تُعد ادارة المخاطر في المشاريع أداة أساسية للامتثال للمعايير والقوانين المعمول بها في القطاع، إذ أن الشركات التي تتبع ممارسات إدارة المخاطر بفعالية يمكنها بسهولة تجنب الغرامات والعقوبات التي قد تنتج عن عدم الامتثال لتلك المعايير.

أنواع المخاطر التي قد تتعرض لها المشروعات

تختلف انواع المخاطر في ادارة المشاريع وفقًا لطبيعة المشروع نفسه، فلكل مشروع طبيعة المخاطر المتعلقة به، ولكن بشكل عام تنقسم المخاطر إلى نوعين رئيسيين:

أولًا: المخاطر الداخلية

تشمل المخاطر الداخلية للمشروع:

1. المخاطر الناجمة عن الدراسات المبدئية الخاطئة للمشروع وتشمل المخاطر المتعلقة بالحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة لتنفيذ المشروع.
2. مخاطر تركيب التقنيات الحديثة مما يؤدي إلى صعوبة تقييم الإنتاجية والتأخيرات المُحتملة نتيجة لاستخدام تقنيات جديدة غير مُجربة.
3. المخاطر الناجمة عن فريق العمل، كعدم استعداد الفريق بالوقت والكفاءة المناسبة، أو تقاعس الفريق عن أداء المهام.
4. المخاطر الناجمة عن سوء إدارة المشروع مثل اتخاذ القرارات في الوقت غير المناسب أو اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي إلى تعطل المشروع.
5. المخاطر المرتبطة بعمليات الإنشاء مثل مشاكل الجودة وضعف عوامل الأمان بالموقع، وإضرابات العمال.
6. مخاطر التسليم كالتأخير في تسليم المشروع عن الوقت المحدد نتيجة عدم الالتزام بالجدول الزمني.

ولمعرفة المزيد عن ادارة المخاطر في المشاريع الانشائية

ثانيًا: المخاطر الخارجية

تشمل المخاطر الخارجية للمشروع:

1. المخاطر الناجمة عن المعدات: تعطل الأجهزة والمعدات المستخدمة في المشروع، مما يؤثر على سير العمل.
2. المخاطر الناتجة عن التكنولوجيا: ضعف استخدام التكنولوجيا قد يؤدي إلى تأخير المشروع.
3. الأخطار الطبيعية أو البيئية: التأثيرات البيئية غير المتوقعة التي قد تحدث خلال التخطيط والتنفيذ.
4. المخاطر الاجتماعية: التحديات المتعلقة بعادات المجتمع وتقاليده وثقافته.
5. المخاطر التجارية والاقتصادية: مشاكل التضخم والكساد أو مشاكل التوزيع.
6. مخاطر السوق العالمية: التغيرات السريعة في الأسعار العالمية والمحلية من بداية المشروع إلى نهايته.
7. مخاطر الائتمان: الاقتراض الكبير من البنوك دون وجود استراتيجيات واضحة لسداد تلك القروض.
8. المخاطر الاستراتيجية: التغييرات المفاجئة في السوق التي تؤثر على أداء النشاط التجاري، مثل تغير نسبة طلب العملاء أو التطورات التكنولوجية.
9. المخاطر القانونية: الامتثال للقوانين واللوائح المتغيرة التي تنطبق على النشاط التجاري.
10. المخاطر التشغيلية: الأعطال المفاجئة التي تعرقل سير عمليات النشاط التجاري اليومية، سواء كانت تقنية أو إدارية.
11. المخاطر المالية: احتمالية حدوث خسارة مالية بشكل مفاجئ نتيجة للديون أو التغيرات الاقتصادية.
12. مخاطر السمعة: التحديات التي تؤدي إلى تضرر سمعة الشركة وفقدان ثقة العملاء والموظفين والمستثمرين.

خطوات عملية ادارة المخاطر في المشاريع

هل تساءلت يومًا عن كيفية التعامل مع المخاطر المحتملة في مشروعك؟ هنا تأتي عملية إدارة المخاطر لتقديم الحلول. تتمثل خطوات ادارة المخاطر في المشاريع في التالي وفهم الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات

1. تحديد المخاطر

لتحديد المخاطر، يجب إنشاء خطة لإدارة مخاطر المشروع تجمع قائمة بجميع أحداث المخاطر المُحتملة. يمكنك البدء بتحديد المخاطر باستخدام عدة طرق:

• استطلاعات الرأي: أسأل أصحاب المصلحة والخبراء في الموضوع عن المخاطر التي يواجهونها في مشاريعهم الحالية والسابقة وكيفية منعها. 
• تبادل الأفكار مع فريق المشروع: فريقك هو الذي ستعمل معه يوميًا، لذا قم باستضافة جلسة عصف ذهني لتحديد المخاطر المُحتملة.
• تحليل PESTEL: ويُقصد بع العوامل الأساسية التي يمكن أن تؤثر على مشروعك؛ العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقانونية والبيئية.
• تحليل SWOT: هو اختصار يشير إلى نقاط القوة (Strengths)، ونقاط الضعف (Weaknesses)، والفرص (Opportunities)، والتهديدات (Threats). ويُستخدم لتقييم الموقع التنافسي للشركة، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه العمل التجاري بشكل دقيق.

2. تحليل المخاطر

لكل خطر محدد، قم بتحليل احتمالية حدوثه وتأثيره على المشروع، وضع خطة ادارة المخاطر في المشاريع لاستجابة كل خطر تتضمن ما سيفعله فريقك لمعالجته بسرعة. 

3. تحديد الأولويات

بناءً على سجل المخاطر والتحليل، حدد المخاطر التي من المرجح أن تحدث والتي ستكون أكثر ضررًا لنجاح مشروعك، إذ أن تحديد الأولويات يساعدك على التركيز على المخاطر الأكثر أهمية وتأثيرًا.

4. المراقبة والمراجعة

التعاون الوثيق بين فريق المشروع ومديري المخاطر أمر بالغ الأهمية لضمان فعالية إدارة المخاطر. من خلال المراجعات الدورية لسجل المخاطر والتواصل المنتظم، يمكننك اكتشاف المخاطر منذ بدايتها وتحديث خطط الاستجابة بشكل مُسبق، مما يقلل من احتمال حدوث مفاجآت غير سارة.

5. الاستجابة

إذا أصبح الخطر حقيقة واقعة في أي وقت، يجب أن تكون جاهزًا للرد، وينبغي أن تكون لديك خطة طوارئ فعالة للتعامل مع المخاطر عند حدوثها.

تذكر أن ادارة المخاطر في المشاريع لا تتعلق فقط بمنع المخاطر، رغم أن ذلك جزء منها. بل تتعلق بإعداد نفسك وفريقك للتعامل مع المخاطر بشكل فعال حتى لا يتعثر المشروع.

ويمكنك قراءة المزيد عن ادارة المخاطر في شركات التامين

شركة الخطوات المميزة للاستشارات الإدارية (USC): شريكك المثالي لادارة المخاطر في المشاريع

شركة الخطوات المميزة للاستشارات الإدارية تُعَد من الشركات الرائدة في مجال ادارة المخاطر في المشاريع. بفضل فريقها المكون من خبراء متخصصين، تقدم USC استراتيجيات متقدمة وشاملة لتحديد وتقييم وإدارة المخاطر التي قد تواجهها المشاريع. 

تشمل خدماتها تطوير خطط إدارة المخاطر المخصصة، وتقديم النصائح العملية، وتطبيق أفضل الممارسات لضمان تحقيق أهداف المشروع بفعالية وكفاءة، وبفضل التزامها بالجودة والاحترافية، تساعد USC الشركات على التعامل مع التحديات المحتملة وتحويل المخاطر إلى فرص للنجاح.

إذا كنت تبحث عن شريك موثوق لمساعدتك في إدارة مخاطر مشروعك وضمان تحقيق أهدافك، يسعد فريق USC للاستشارات الإدارية أن تكون شريك نجاحاتهم. تواصل معنا اليوم لتأمين نجاح مشروعك.

الأسئلة الشائعة